خلقنا الله
سبحانه وتعالى في هذه الدنيا..
خاطرةٌ
سريعةٌ كتبتْها والدتي رحمَها الله تعالى
بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
• الحمدُ للهِ،
والصّلَاةُ والسّلَامُ على رسولِ اللهِ، وبعدُ:
فهذِهِ
خاطرةٌ قصيرةٌ كتبَتْها والدتي الحبيبةُ قبلَ حوالي ستٍّ وعشْرين سنةً من وفاتِها
-رحمةُ اللهِ عليها-، وذلكَ بخطِّ يدِها الكريمةِ في ورقةٍ عثرْتُ عليها بُعيدَ وفاتِها -وقدْ كانتْ رحمَها اللهُ لديها
هوايةُ الكتابةِ-.
فلمَّا
رأيتُ فيما كتبتْهُ موعظةً حسنةً؛ كتبتُها على الحاسوبِ لنشرِها هنا في مدوَّنتي؛
راجيةً سُبحانَهُ وتعالى أنْ يُثيبَها خيرًا كثيرًا وإنْ كانتْ كلماتُها قليلةً،
وأنْ تكونَ تذكرةً نافعةً لمنْ قرأَها.
•
كتبتْ والدتي -رحمةُ اللهِ عليها-:
"بسم
الله الرحمن الرحيم
رحلة
الموت
وحج
عام 1414
خلقنا
الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا
ومد
لنا من الخير ما لا تعد ولا تحصى
له
الحمد والشكر دائما وأبدا
خلقنا
نأكل ونشرب
نرى
ونمشي
ننام
ونجلس ونتكلم
نفرح
ونحزن
نقرأ
ونكتب
وفي
أنفسنا إحساس أن لا بد من يوم يأتي وتزول كل هذه الحياة
ويصبح
جسما بلا روح ولا حركة ولا نفس
لا
تعلم من سيكون الغاسل والكفن وحملنا إلى القبر
القبر
الذي يستر جسمنا من عيون كل من على وجه الأرض حي يرزق
ونرى
في القبر ملكي السؤال
ونرى
فيه مكان الآخرة وعلمها عند ربي ماذا تكون
إلهي
ارحمنا واغفر ذنوبنا وقنا عذاب النار
إلهي
أدخلنا الجنة برحمتك لا بأعمالنا
يا
واسع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام
تقدمت
في العمر وشعرت بقرب الأجل بعد أن كنت لاهية في ألعاب الطفولة
وبعدها
الصبا والزواج وتربية الأولاد...".
انتهتْ
خاطرةُ والدتي -رحمَها اللهُ تعالى- فلمْ أجدْها كاملةً؛ ولكنَّها في المغزى تامّة.
أسألُ
اللهَ الحيَّ القيّومَ أن يجزيَ أمِّي خيرَ الجزاءِ على ما كتَبَتْ، وعلى صبْرِها،
وعلى تربيتِنا التّربيةَ الجادَّةَ، ونصحِها لنا بالبعدِ عنْ سفاسفِ الأمور،
وحثِّها لنا على طلبِ العِلْمِ والمداومةِ عليه.
وعلى تربيتِنا التّربيةَ الجادَّةَ، ونصحِها لنا بالبعدِ عنْ سفاسفِ الأمور،
وحثِّها لنا على طلبِ العِلْمِ والمداومةِ عليه.
وأرجوهُ
تعالى أنْ يجمعَها بأحبابِها في الفردوسِ الأعلى
وأنْ
يُدخِلها هيَ ووالدِي -رحمَهُ اللهُ- في زمرةِ:
{وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامة].
وصلِّ
اللَّهُمَّ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلِّمْ.
كتبتْهُ ابنتُها: حسَّانةُ بنتُ محمَّدٍ ناصرِ
الدّينِ الألبانيّ.
الجمعة 2 شهر الله المحرّم 1442 هـ.