بسم الله الرّحمن الرّحيم
اعتقاد أهل (السّنّة) في (الصَّحابَةِ)
ـ رضوانُ اللهِ عليهِمْ أجمعين ـ
ممّا ورد في بعضِ (المنظوماتِ)
[المنظومة الحائيّة في السّنّة]
لأبي بكر بن أبي داوود السّجستاني ـ رحمه الله ـ
وَقُـلْ إنَّ خَيْرَ النَّاسِ بَعْـدَ مُحَمَّـدٍ..........وَزِيـراهُ قُدْمًا؛ ثُمَّ عُثْمَانُ أرْجَـحُ
وَرابِعُهُـم خَـيْرُ البريَّـةِ بَعْـدَهُـم.......... عَلِـيٌّ حَليفُ الخَـيرِ؛ بالخَيرِ مُنْجِحُ
وإنَّهمُ الرَّهْطُ لا رَيْــبَ فِيْهِــمُ...........عَلَى نُجُبِ الفِرْدَوْسِ في الخُلْدِ تَسْرَحُ
سَعِيدٌ وسَعْـدٌ وابنُ عَـوْفٍ وطَلْحـةٌ...........وعَامِرُ فِهْــرٍ والزُّبَيْـرُ المُمَـدَّحُ
وَ(عَائِـشُ) أُمِّ الْمُـؤْمِنِينَ وَخَـالُنا............ مُعَـاوِيَة أَكْـرِمْ بِهِ فَهْـوَ مُصـلحُ
وَأَنْصارُه وَالهَـاجِرونَ دِيـارَهـم..............بنصرهُـمُ عَنْ ظلـمةِ النَّارِ زحزحُوا
وَمَنْ بعدَهُم وَالتـّابِعُون بِحُسنِ مَا..............حَذو حَذوهم قَولاً وَفِعلاً فَأفْـلـحوا
وَقُلْ خَـيْرَ قولٍ في الصَّحَابةِ كُلِّهِمْ.............ولا تَــكُ طَعَّاناً تَعِيْـبُ وَتَجْـرَحُ!
فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبينُ بِفَضْلِهِــمْ............وفي (الفَتْحِ) آيٌ في الصَّحابةِ تَمْـدَحُ
[المنظومة الدَّاليَّة في السُّنَّة]
لأبي الخطابْ الكلوَذاني ـ رحمه الله ـ
قَالـوا: فَمَـن بَعْد النَّبي خَلِيفـةً؟..........قلتُ: الموحِّد قبل كل مُوَحِّدِ
حَامِيه في يَوم العَرِيش وَمَـْن لَـه...........في الغار يُسْعِدُ يا له من مُسْعِدِ
خَيْـرُ الصَّحَابةِ والقَرَابةِ كـلهِم............ذاك المؤيِّدُ قبل كـلِّ مؤَيِّـدِ
قَالوا: فمن صدّيق أحمد؟ قلتُ: من..........تصديقُهُ بين الوَرى لم يُجْحَد
قَالوا: فَمَن تالي أَبِي بكر الرِّضا؟...........قلتُ: الإمارة في الإمامِ الأزْهَدِ
فـاروق أحمـد والمُهَـذِّبُ بَعْدَه........نَصَر الشَّرِيعَـة بِاللسـان وَباليَدِ
قَالوا: فثالثهم؟ فقلتُ مسارِعًا............مـن بايَعَ المخـتار عَنْه باليْـدِ
صهْر النَّبي عَلَى ابنَتَيه وَمَنْ حَوى..........فضلين: فضْلَ تـلاوَةٍ وتهـجُّد
أعني: ابن عَفّان الشّهيد وَمَن دُعِي..........في النّاسِ ذو النّورين صِهْرُ مُحَمَّدِ
قَالوا: فرابعهم؟ فقلتُ مُبَادِرًا:..............مَنْ حَاز دونهم أخُـوَّةَ أَحمـدِ
زوجُ البتولِ وخيرُ مَنْ وَطِئ الحَصى........ بَعْدَ الثّـلاثة والكـريم المحْتِـدِ
أعني: أبا الحسَنِ الإمامَ وَمَـْن لَـه.........بَيْنَ الأَنـام فضائل لم تُجْحَد
وَلابن هندٍ في الفـؤادِ محَبَّـةٌ............وَمَـوَدَّةٌ فلـيرْغَمَنّ مُفَنِّـدِي
ذاكَ الأمينُ المجتبى لكتابة الـ............ ـوحي المنزّل, ذو التُّقى والسُؤدَد
ولعمّ سيدنا النَّبي مـناقِـبٌ......لَـو عُدِّدتْ لم تنحَصِرْ بتَعَـدُّدِ
أَعْنِي أَبا الفَضْل الَّذِي استَسْقَى به.....عمرُ أوان الجَدْب بيـن الشُهَّـدِ
ذاك الهُمامُ أبوالخلائفِ كلِّهم.......نَسَقًـا إلى المستظهرِ بن المقتـدي
صلّى عليه الله ماهَبَّت صَبَـًا.......وَعَلـى بنيـه الـرَّاكعين السُّجَّدِ
وَأَدَام دولتهم عَلَيْنا سَرمدًا...........ما حَنّ في الأسحـار كُلُّ مُغَرِّد
فعلَيْهِمُ وَعَلى (الصَّحَابةِ كلِّهِم).......صلـواتُ ربهم تروح وتغتـدِي
إني لأرجو أن أفوزَ بحبِّهـم........وَبِمَا اعتقدتُ من الشّريعةِ في غَدِ
[اللاّميّة]
لابن تيمية ـ رحمه الله ـ
يَا سَائِـلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقِيدَتِي.........رُزِقَ الهُدَى مَنْ لِلْـهِدَايَةِ يَسْأَلُ
اسْمَعْ كَـلامَ مُحَقِّقٍ فِي قَولِه.........لاَ يَنْثَـنِي عَنْـهُ وَلاَ يَتَبَـدَّلُ
حُبُّ (الصَّحابَةِ) كلِّهِمْ لِي مَذْهَبٌ .......وَمَوَدَّةُ القُـرْبَى بِهَـا أَتَـوَسّلُ
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ عَـلاَ وَفَضَـائلٌ.........لكِنَّمَا (الصِّدِّيقُ) مِنْهُمْ أَفْـضَلُ
[الكافية الشّافية]
لابن القيّم ـ رحمه الله ـ
يا قـوم واللهِ العظيمِ أسأتمُ............بأئمة الإسلام ظنّ الشّـاني
ما ذنبهم ونبيّهم قد قالَ ما............قالوا كذاك منزل الفـرقانِ
ما الذّنب إلا النّصوص لديكم........إذ جسمت بل شبهت صنفانِ
ما ذنبُ من قد قالَ ما نطقتْ بِهِ .......من غيرِ تحريفٍ ولا عدوانِ
هذا كمَا قالَ الخبيثُ لصحبه.......كلب الرّوافض أخبث الحيوانِ
لما أفاضوا في حديث الرّفضِ........عندَ القبرِ لا تخشَونَ من إنسانِ
يا قوم أصلُ بلائكم ومصابكم ......من صاحب القبر الذي تريان
كم قدم ابن أبي قحافة بل غَدَا.........يثنى عليه ثناءَ ذي شكرانِ
ويقولُ في مرضِ الوفاةِ: يؤمُّكم ........عني: (أبو بكر) بلا رَوَغَانِ
ويظلُّ يمنع من إمـامةِ غـيرِهِ..........حتَّى يرى في صورة ميلانِ
ويقول لو كنتُ الخليل لواحد........ في النّاس كان هو الخليل الدّاني
لكنّه الأخ والرّفيق وصاحبي........... وله علينا منة الإحسـانِ
ويقولُ للصّديق يوم الغار لا...........تحزنْ فنحن ثلاثةٌ لا اثنـانِ
اللهُ ثالثنا، وتلك فضـيلةٌ.............ما حازَهَا إلاّ فتى عثمـانِ
[وله ـ رحمه الله ـ في: إغاثة اللّهفان]
يا باغيَ الإحسانِ يطلبُ ربَّـهُ...........لـيفوزَ منْهُ بغـايةِ الآمـالِ
انظرْ إلى هدْيِ (الصّحابةِ) والّذي..........كانوا عليْهِ في الـزَّمانِ الخاَلي
واسلكْ طريقَ القومِ أينَ تيمَّمُوا..........خُذْ يمنةً ما الدَّربُ ذاتُ شمالِ
تاللهِ ما اختارُوا لأنفسهِمْ سوَى..........سبُلَ الهدَى في القولِ والأفعالِ!
درجُوا على نهجِ الرَسولِ وهديِهِ..........وبه اقتدَوا في سائِرِ الأحْـوالِ!
نِعْمَ الرّفيقُ لطالبٍ يبغِي الهُدَى............فمآلُهُ في الحشرِ خيـرُ مـآلِ
القـانتينَ المخبتينَ لربّهِـمْ..............النّـاطقينَ بأصدقِ الأقـوالِ!
التّاركينَ لكلّ فعـلٍ سيِّءٍ...............والعاملينَ بأحسنِ الأعمـالِ!
أهواؤُهُمْ تبعٌ لدين نبيِّهِـمْ...............وسواهُمُ بالضّدِّ في ذي الحالِ!
ما شابَهُمْ في دينهِمْ نقصٌ ولاَ............في قولهِمْ شطحُ الجهولِ الغالِي!
عمِلوا بما علِموا ولم يتكلّفوا..............فلذاكَ ما شابُوا الهدَى بضلالِ!
وسواهُمُ بالضدِّ في الأمرينِ قدْ..........تركُوا الهدَى ودعَوا إلى الإضلالِ!
فهُمُ الأدِلَّةُ للحيارَى؛ مَنْ يَسِرْ..........بهداهُمُ لم يخـشَ مِنْ إضـلالِ
وهمُ النُّجومُ هدايةً وإضـاءةً...........وعـلوّ منزلة وبُعـْد مـنالِ
[الدّرّة المضيّة في عقد الفرق المرضيّة]
للإمام السّفاريني ـ رحمه الله ـ
ولـيسَ في الأمّـة بالتّـحقيقِ..............في الفضلِ والمعروفِ كالصّديقِ
وبعدَهُ الفـاروقُ من غيرِ افترَا...............وبعدَهُ عثمانُ فـاتْرُكِ المـِرَا
وبعدُ فالفضلُ حقيقًا فاسمعِ.............نظـامِي هذا للبـطينِ الأنـزعِ
مجدلُ الأبطالِ ماضي العزمِ.............مفرج الأوجـالِ وافي الحـزمِ **
وافي النّدَى مبدِي الهدَى مردِي العِدَا........مجلي الصدَا يا ويل من فيه اعتدَى
فحبُّهُ كحبِّهِمْ حتمًا وجـبْ.............ومنْ تعدَّى أوْ قَلَى فقـدْ كـذَبْ!
وبعدُ فالأفضلُ باقي العشرَة...............فأهلُ بدر ثمَّ أهـل ُالشـّجرَة
وقيلَ أهلُ أحد المقدمـة.................والأول أولى للنّصوص المحكمه
و(عائشةُ) في العلْمِ معْ (خديجَة)...............في السّبق فافهمْ نكتـة النّتيجـه!
وله ـ أيضًا ـ
[فصل في فضل الصّحابة جملة]
وليسَ في الأمـّةِ كالصّحـابَه..........في الفضْلِ والمعروفِ والإِصَابَه
فإنهُمْ قدْ شاهـدُوا المخـتارَا..........وعاينُوا الأسـرارَ والأنـوارَا
وجاهـدُوا في اللهِ حتّى بانـَا.........دينُ الهدَى وقدْ سـَمَا الأدْيانـَا
وقدْ أتَى في محـكمِ الـتّنزيلِ.........من فضلهِمْ ما يشـفِي للغـلِيلِ
وفي الأحـاديثِ وفي الآثـارِ.........وفي كـلامِ القـومِ والأشـعارِ
ما قدْ ربا من أن يحيطَ نظمِي..........عن بعضِهِ فاقنعْ وخذْ مـن علْمِ
واحذرْ من (الخوضِ) الّذِي قدْ يزرِي.......بفضلهِم ممّا جرَى لو تـدْرِي
فإنّه عن اجتهادٍ قـدْ صـدَرْ...........فأسلِمْ؛ أذلَّ اللهُ مَنْ لهمْ هجَـْر
وبعدَهُم فالتَّابعـونَ أحـرَى...........بالفضْلِ ثمَّ تابعوهُـمْ طـرًّا
[سلّم الوصول إلى علم الأصول في توحيد الله و اتّباع الرسول صلّى الله عليه وسلّم]
للشّيخ العلاّمة: حافظ بن أحمد الحكمي ـ رحمه الله ـ
وَبَعْدَهُ الْخَـلِيفَةُ الشَّفِيــقُ.........نِعْمَ نَقِيبُ الأُمَّةِ الصِّدِّيـقُ
ذَاكَ رَفِيقُ المُصْطَفَى في الْغَـارِ.........شَيْخُ الْمُهاجرينَ والأنْصَارِ
وهُوَ الَّذِي بِنَفْسِـهِ تَوَلَّــى .........جِهَادَ مَنْ عَنِ الْهُدَى تَولَّى
ثَاِنيه في الفَضْلِ بِلاَ ارْتيـاب ..........الصَّادِعُ النَّاطِقُ بِالصَّـوَابِ
أعني بِهِ الشَّهْمَ أبَا حَفْص عُمَرْ ........مَن ظَاهرَ الدّينَ القويمَ ونَصَر
الصَارِمُ الْمنكِي عَلَى الكُـفَّارِ.........وَمُوسِعُ الْفُتُوحَ في الأمْـصَارِ
ثَالِثُهُمْ عُثمانُ ذُو النُّورَيْـنِ ..............ذو الْحِلمِ والْحَيَا بِغَيْرِ مَيْنِ
بَحْرُ الْعلُومِ جَامِعُ الْقُـرْآنِ .............مِنْهُ اسْتَحَتْ مَلائِكُ الرَّحْمَنِ!
بَايَعَ عَنْهُ سَيِّدُ الأَكــوَانِ .............بِكَفِّهِ فِي بَيْعَةِ الرِّضْــوَانِ
والرَّابِعُ ابْنُ عَمِّ خَيْرِ الرُّسُلِ ............أعْنِي الإماَمَ الْحَقَّ ذا الْقَدْرِ الْعَلي
مُبِيدُ كُلِّ خَارِجيٍّ مَـاِرقِ ............. وَكُلِّ خِبٍّ رافِضِي فَاسِـقِ
مَن كَانَ للرَّسُولِ في مَكَانِ ..............هَارُونَ مِنْ مُوسَى بِلاَ نُكْرَان
لاَ في نُبوَّةٍ فَقَدْ قَدمْتُ مَـا ...........يَكْفَي لِمَنْ مِنْ سُوْءِ ظَنٍّ سَلِمَا
فَالسِّتَّةُ الْمَكَمِّلُونَ الْعَشـرَهْ ..........وَسَائِرُ الصَّحْبِ الكِرَامِ الْبَرَرَهْ
وأهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى الأطْهَاِر .......... وَتَابِعُوهُ السَّادَةُ الأَخيَــارُ
فَكُلُّهُمْ في مُحْكَمِ القُـرْآنِ ............ أَثنَى عَلَيْهمْ خَالِقُ الأكْوَانِ
في الفْتَحِ والْحَدِيدِ والْقِتَـالِ ...........وَغَيْرَهَا بِأكْمَلِ الْخِصـَالِ
كَذَاكَ في التَّوْرَاةِ والإنْجِيلِ .............صِفَـاتُهُمْ معلومةُ التّفصيلِ
وذكرُهم في سنَّة المختـارِ .............قَدْ سَارَ سَيْرَ الشَّمس في الأقْطَارِ
ثم (السُّكُوتُ) واجِبٌ عَما جَـرَى........بَيْنَهُـمْ مِنْ فِعْلِ مَا قَدْ قُدِّرَا
فَكُلُّهُمْ مُـجْتَهِدٌ مُثَــابُ ..............وَخَطَؤُهُمْ يَغْفِرُهُ الوَهَّـابُ
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
**قال العلاّمة العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرحه للعقيدة السّفارينيّة:
"وقد يقول قائل ـ تعليقًا على قول المؤلّف ـ رحمه الله ـ في وصف عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه:
(مفرج الأوجال) و (مجلي الصدّا): أليس في هذا العموم غلوّ؟
والجواب: الحقيقة أنّ فيه شيئًا من الغلوّ؛ خصوصًا (مفرج الأوجال)، لكن يقال في الاعتذار عن المؤلّف ـ رحمه الله ـ:
إنّ هذا وصف إضافيّ؛ بمعنى: أنّه عندما يخاف النّاس يكون هو الّذي يزيل الخوف عنهم؛ لكن بأمر الله عزّ وجلّ؛ وإلاّ فإن التّفريج المطلق لا يكون إلا لله عزّ وجلّ.
أمّا (مجلي الصدّا) فكذلك أيضًا؛ يمكن أن يقال: إنّ فيه شيئًا من المبالغة؛ لكنّه ـ رحمه الله ـ إنّما أطنب في وصف عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأسباب سيأتي ذكرها إن شاء الله.". ا.هـ
تنبيه:
1ـ نقلتُ الأبيات حسب ما توفّر من النّسخ؛ فقد تختلف عند البعض من جهة زيادة بعض الأبيات، أو تغاير بعض الكلمات.
2ـ يُرجى العودة للشّروح لفهم الأبيات على الوجه الصّحيح، والوقوف على تعليقات الشّيوخ الأفاضل عليها.
الجمعة/ 7/ ذو القعدة/ 1431هـ