بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله، والصّلاةُ والسّلَامُ على رسولِ الله، أمَّا
بعدُ:
• قالَ اللهُ -عزَّ وجلّ- في سورةِ "هود":
{وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا
نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى
لِلْمُؤْمِنِينَ (120)}
• اسمُ الإشارةِ في: {وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ} على ماذا
يعودُ؟
• جاءَ في تفسيرِ الإمامِ الطّبريِّ* -رحمَهُ اللهُ-:
"فَإِنَّ أَهْلَ التَّأْوِيلِ اخْتَلَفُوا فِي
تَأْوِيلِهِ،
فَقَالَ بَعْضُهُمْ:
مَعْنَاهُ: (وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْحَقُّ).
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- عَنْ أَبي مًوسَى: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}: فِي
هَذِهِ السُّورَةِ.
- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}: فِي
هَذِهِ السُّورَةِ.
- عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}: فِي
هَذِهِ السُّورَةِ.
- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، مِثْلَهُ.
- عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، قَالَ: هَذِهِ السُّورَةِ.
- عَنِ الحَسَنِ، فِي
قَوْلِهِ: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}: فِي هَذِهِ السُّورَةِ.
- عَنْ قَتَادَةَ: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}: فِي
هَذِهِ السُّورَةِ.
• وَقَالَ آخَرُونَ:
مَعْنَى ذَلِكَ: وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْحَقُّ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ
ذَلِكَ:
- عَنْ قَتَادَةَ: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}: فِي
هَذِهِ الدُّنْيَا
- عَنْ قَتَادَةَ: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}، قَالَ:
كَانَ الحَسَنُ يَقُولُ: فِي الدُّنْيَا.
• وَأَوْلَى التَّأْوِيلَيْنِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيلِ
ذَلِكَ، قَوْلُ مَنْ قَالَ:
وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الحَقُّ؛
لِإِجْمَاعِ الحُجَّةِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ، عَلَى أَنَّ
ذَلِكَ تَأْوِيلَهُ
• فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ:
أَوَلَمْ يَجِئِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
الحَقُّ مِنْ سُوَرِ الْقُرْآنِ؛ إِلَّا فِي هَذِهِ السُّورَةِ؛ فَيُقَالُ
وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الْحَقُّ؟
- قِيلَ لَهُ: بَلَى! قَدْ جَاءَهُ فِيهَا كُلَّهَا.
- فَإِنْ قَالَ: فَمَا وَجْهُ خُصُوصِهِ -إِذًا- فِي هَذِهِ
السُّورَةِ بِقَوْلِهِ: {وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ}؟
- قِيلَ: إِنَّ مَعْنَى الْكَلَامِ: وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ
السُّورَةِ الحَقُّ مَعَ مَا جَاءَكَ فِي سَائِرِ سُوَرِ الْقُرْآنِ -أَوْ: إِلَى
مَا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ فِي سَائِرِ سُوَرِ القُرْآنِ-؛ لَا أَنَّ مَعْنَاهُ:
وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ الحَقُّ دُونَ سَائِرِ سُوَرِ القُرْآنِ"
انتهى باختصار.
- - -
* "تفسير الطّبريّ جامع البيان عن
تأويل آيِ القرآن"، الجزء: 15، ص: 540-543.
تحقيق: مكتب التّبيان
على نسخة المخطوط التي اعتمدها الشّيخان أحمد شاكر، ومحمود شاكر وغيرها،
ط1، دار ابن الجوزيّ،
القاهرة.