بسم الله الرحمن الرحيم
• من تفسير الإمام الطّبريّ* -رحمَهُ اللهُ-:
"القَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63)} [سورة هود]
يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ:
قَالَ صَالِحٌ لِقَوْمِهِ مِنْ ثَمُودَ:
{يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي}:
عَلَى بُرْهَانٍ وبَيَانٍ مِنَ اللَّهِ؛ قَدْ عَلِمْتُهُ وَأَيْقَنْتُهُ.
{وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً}:
وَآتَانِي مِنْهُ: النُّبُوَّةَ وَالحِكْمَةَ وَالإِسْلَامَ.
{فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ}:
فَمَنِ الَّذِي يَدْفَعُ عَنِّي عِقَابَهُ إِذَا عَاقَبَنِي إِنْ أَنَا عَصَيْتُهُ، فَيُخَلِّصُنِي مِنْهُ؟!
{فَمَا تَزِيدُونَنِي}:
بِعُذْرِكُمُ الَّذِي تَعْتَذِرُونَ بِهِ مِنْ أَنَّكُمْ تَعْبُدُونَ ما كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ.
{غَيْرَ تَخْسِيرٍ}:
لَكُمْ يُخْسِرُكُمْ حُظُوظَكُمْ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ" انتهى.
* "جامع البيان عن تأويل آيِ القرآن"، الجزء: 15، ص: 370 - 371.
تحقيق:
مكتب التّبيان، ط1، دار ابن الجوزيّ، القاهرة.
الأربعاء 4 جمادى الأولى 1446هـ