في قوله عزَّ وجلّ {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}

 بسم الله الرّحمن الرّحيم

 

 • من "تفسير الإمامِ الطبريِّ -رحمَهُ اللهُ-:

"وقَوْلُهُ: {إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [فاطر: 22] 

يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ:

[إِنَّ اللهَ يَعِظُ بِكِتابِهِ وتَنْزِيلِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ؛ حَتَّى يَتَّعِظَ بِهِ ويَعْتَبِرَ، ويَنْقَادَ لِلْحَقِّ، ويُؤْمِنَ بِهِ،

ومَا أَنْتَ -يَا مُحَمَّدُ- بِمُسْمِعٍ] مَنْ فِي القُبُورِ (كِتَابَ اللَّهِ) فَتَهْدِيَهُمْ بِهِ إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ؛ فَكَذَلِكَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَنْفَعَ بِمَوَاعِظِ [كِتَابِ] اللَّهِ، وَبَيِّنَاتِ حُجَجِهِ، مَنْ كَانَ مَيِّتَ القَلْبِ مِنْ أَحْيَاءِ عِبَادِهِ، عَنْ مَعْرِفَةِ اللَّهِ، وَفَهْمِ كِتَابِهِ وَتَنْزِيلِهِ، وَوَاضِحِ حُجَجِهِ" اهـ*

* "تفسير الطّبريّ جامع البيان عن تأويل آيِ القرآن"، ج 22، ص 412، تحقيق: مكتب التّبيان، ط1، دار ابن الجوزيّ، القاهرة