بسم الله الرحمن الرحيم
عَسَلٌ صَافٍ لَمْ يَخْرجْ
مِنْ بُطُونِ النَّحْلِ!
• قال ربُّنا تباركَ وتَعَالى،
في سورةِ "محمَّد":
{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي
وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ
لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ
مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى } الآية (15)
• "تفسير الطبريّ":
"{وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ
مُصَفًّى}: يَقُولُ: وَفِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ قَدْ صُفِّيَ مِنَ الْقَذَى، وَمَا
يَكُونُ فِي عَسَلِ أَهْلِ الدُّنْيَا قَبْلَ التَّصْفِيَةِ، وَإِنَّمَا أَعْلَمَ تَعَالَى
ذِكْرُهُ عِبَادَهُ بِوَصْفِهِ ذَلِكَ الْعَسَلَ بِأَنَّهُ (مُصَفًى) أَنَّهُ خُلِقَ
فِي الْأَنْهَارِ (ابْتِدَاءً) سَائِلًا جَارِيًا سَيْلَ الْمَاءِ وَاللَّبَنِ الْمَخْلُوقِينَ
فِيهَا؛ فَهُوَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ (مُصَفًّى)؛ قَدْ صَفَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْأَقْذَاءِ
الَّتِي تَكُونُ فِي عَسَلِ أَهْلِ الدُّنْيَا الَّذِي لَا يَصْفُو مِنَ الْأَقْذَاءِ
إِلَّا بَعْدَ التَّصْفِيَةِ، لِأَنَّهُ كَانَ فِي شَمْعٍ فَصُفِّيَ مِنْهُ!"
اهـ
• "تفسير القُرطبيّ":
"{وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ
مُصَفًّى}: (الْعَسَلُ): مَا يَسِيلُ مِنْ لُعَابِ النَّحْلِ.
(مُصَفًّى): أَيْ مِنَ الشَّمْعِ
وَالْقَذَى، خَلَقَهُ اللَّهُ كَذَلِكَ، لَمْ يُطْبَخْ عَلَى نَارٍ، وَلَا دَنَّسَهُ
النَّحْلُ!
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}"؛ أَيْ: لَمْ يَخْرُجْ
مِنْ بُطُونِ النَّحْلِ!" اهـ
• "تفسير ابن كثير":
"{وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ
مُصَفًّى}؛ أَيْ: وَهُوَ فِي غَايَةِ الصَّفَاءِ، وَحُسْنِ اللَّوْنِ وَالطَّعْمِ وَالرِّيحِ!.."اهـ
• "لسان العرب"،
(11/ 444):
"(عَسَلٌ): قالَ اللهُ
عزَّ وجلَّ: {وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى}؛ العَسَلُ في الدُّنيا: هُوَ: (لُعاب
النَّحْل)!" اهـ
نلاحظُ كيفَ قيدَّ
المصنِّفُ بـ(الدُّنيا)، لأنَّ عسلَ الآخرةِ ليسَ من لُعابِ النَّحلِ!
• قالَ ابنُ القيِّمِ في "الكافيَة الشَّافية"
في وصْفِ أنهارِ الجنّة:
- أنهَارُهَا في غَيرِ أُخْدُودٍ
جَرَتْ ... سُبْحَانَ مُمْسِكُهَا مِنَ الفَيَضَانِ!
- مِنْ تَحْتِهِمْ تَجْرِي
كَمَا شَاؤُوا مُفَجَّـ ... رَةً وَمَا للنَّهْرِ مِنْ نُقْصَانِ!
- عَسَلٌ مُصَفًّى ثُمَّ مَاءٌ
ثُمَّ خمْـ ... ـرٌ ثُمَّ أنهارٌ مِنَ الألْباَنِ!
- واللهِ! ما تِلْكَ الموادُّ
كَهذِه ... لكِنْ هُمَا في اللَّفْظِ مُجْتَمِعَانِ!
- هَذَا وبينهُما يَسِيرُ
تشَابُهٍ ... وهْوَ اشْتراكٌ قَامَ بالأذْهانِ!
أرقام الأبيات من ( 5172-
5176)، ط 1 (1416هـ)، دار ابن خُزيمة، الرّياض.
= كمْ نُعَاني من عسَلٍ
غيرِ صافٍ في (الدُّنيا)
فنرجُو اللهَ أن يرزُقَنا
العَسلَ المُصفَّى، في (الآخرة).
اللَّهمَّ! إنَّا نسألُكَ
الجنَّةَ!
- - -
الجمعة 24 شوّال 1437ه