"قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ"...


بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
 فقدْ جاءَ في: "صحيح البخاري"، كتابُ الـمَغَازي، بَاب بَعْثُ أَبِي مُوسَى وَمُعَاذٍ إِلَى الْيَمَنِ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، (4001):
عَنْ عَمْرٍو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ
فَقَرَأَ مُعَاذٌ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ: سُورَةَ (النِّسَاءِ)
فَلَمَّا قَالَ: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}
قَالَ رَجُلٌ -خَلْفَهُ-: "قَرَّتْ عَيْنُ أُمِّ إِبْرَاهِيمَ"!

جاء في "فتح الباري شرح صحيح البخاري" لِابن حجرَ، (12/ 158):
 "(قَرَّتْ عَيْن أُمّ إِبْرَاهِيم)؛ أَيْ: حَصَلَ لَهَا السُّرُور!
وَكَنَّى عَنْهُ بِـ (قَرَّتْ عَيْنُهَا)؛ أَيْ: بَرَدَتْ دَمْعَتُهَا
لِأَنَّ دَمْعَة السُّرُور (بَارِدَة)؛ بِخِلَافِ دَمْعَة الْحُزْن فَإِنَّهَا (حَارَّة)!
وَلِهَذَا يُقَال فِيمَنْ يُدْعَى عَلَيْهِ: أَسْخَنَ اللَّهُ عَيْنَهُ.
وَقَدِ اسْتُشْكِلَ تَقْرِيرُ مُعَاذٍ لِهَذَا الْقَائِل فِي الصَّلَاة وَتَرْكُ أَمْرِه بِالْإِعَادَةِ،
وَأُجِيب عَنْ ذَلِكَ:
- إِمَّا: بِأَنَّ الْجَاهِل بِالْحُكْمِ يُعْذَرُ.
- وَإِمَّا: أَنْ يَكُون أَمَرَهُ بِالْإِعَادَةِ وَلَمْ يُنْقَل.
- أَوْ كَانَ الْقَائِل خَلْفهمْ، وَلَكِنْ لَمْ يَدْخُل مَعَهُمْ فِي الصَّلَاة" اهـ‍.