في حكمِ زيادةِ كلمةِ (سيِّدنا) في الصّلواتِ الإبراهيميّة، قالَ الوالدُ الإمامُ الألبانيُّ رحمَهُ اللهُ

 بسم الله الرحمن الرحيم

 

• قالَ والدي -رحمةُ اللهِ عليهِ- في حكمِ زيادةِ كلمةِ (سيِّدنا) في الصّلواتِ الإبراهيميّة*:

"هذا، ونحنُ نعلمُ أنَّ السَّلفَ الصّالحَ منَ الصّحابةِ والتَّابعينَ لم يكونُوا يتعبَّدُونَ اللهَ تعالى بتسويدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ في الصّلَاةِ، وهمْ -قطعًا- أشدُّ تعظيمًا له صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ منَّا، وأكثرُ لهُ حبًّا،

ولكنَّ الفرقَ بينَهُمْ وبينَنا أنَّ حُبَّهُمْ وتعظيمَهُمْ: (عمَلِيٌّ) باتّباعِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ؛ كمَا هوَ نصُّ قولِهِ تَعالَى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} .

وأمَّا حبُّنا: فـ(لفظيٌّ شكلِيٌّ)!

فإذا كانَ السَّلفُ لم يتعبَّدُوا بذلِكَ؛ فليسَ لنا أنْ نفعلَ.

وقدْ قالَ حذيفةُ بْنُ اليمانِ رضِيَ اللهُ عنهُ:

"كلُّ عبادةٍ لمْ يتعبَّدَها أصحابُ رسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ؛ فلَا تَعبَّدُوها".

وقالَ ابْنُ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنهُ:

"اتَّبعُوا، ولَا تبْتدعُوا؛ فقدْ كُفِيْتُمْ، عليكُمْ بالأمرِ العتيقِ".

والأمرُ العتيقُ: هوَ الِاقتصارُ على ما صحَّ عنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ منَ الأورادِ والأذكارِ؛ بدونِ أدنَى زيادةٍ، مهمَا كانَ نوعُها" انتهى المراد.

* المصدر "أصلِ صفة صلَاة النّبيّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّم"، ج 3، ص: 944، ط1، 1427 هـ، مكتبة المعارف، الرّياض.

الإثنين 19 ذو القعدة 1445 هـ