بسمِ الله الرّحمن الرّحيم
• قالَ الإمامُ ابنُ تيميةَ -رحمَهُ الله-:
"..وَأَنَا وَغَيْرِي كُنَّا عَلَى (مَذْهَبِ الْآبَاءِ) فِي ذَلِكَ؛ نَقُولُ فِي "الْأَصْلَيْنِ" بِقَوْلِ أَهْلِ البِدَعِ؛
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَنَا مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ؛ دَارَ الْأَمْرُ بَيْنَ أَنْ:
- نَتَّبِعَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ.
- أَوْ نَتَّبِعَ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا.
فَكَانَ الْوَاجِبُ هُوَ (اتِّبَاعُ الرَّسُولِ)؛
وَأَنْ لَا نَكُونَ مِمَّنْ قِيلَ فِيهِ:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا}[البقرة : 170]
وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:
{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ}[الزّخرف: 24]
وَقَالَ تَعَالَى:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} [العنكبوت : 8]
{وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان: 15].
فَالْوَاجِبُ:
اتِّبَاعُ الكِتَابِ الْمُنَزَّلِ، وَالنَّبِيِّ الْمُرْسَلِ، وَسَبِيلِ مَنْ أَنَابَ إلَى اللَّهِ.
فَاتَّبَعْنَا (الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ)؛ كَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ؛ دُونَ مَا خَالَفَ ذَلِكَ مِنْ دِينِ الْآبَاءِ وَغَيْرِ الْآبَاءِ.
وَاَللَّهُ يَهْدِينَا -وَسَائِرَ إخْوَانِنَا- إلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ
صِرَاطِ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ
وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا".
انتهى كلامُهُ -رحمَهُ اللهُ-.
من "مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية"، المجلّد السّادس، ص: 258، لا يوجد رقم للطّبعة،
جمع وترتيب: عبد الرّحمن بن محمّد بن قاسم، مكتبة ابن تيمية لطباعة ونشر الكتب السّلفيّة.
الإثنين 3 شهر الله المحرّم 1444هـ