آثارٌ في أدَبِ
اسْتِمَاعِ الطَّالِبِ إَلَى مَا يَرْويهِ المُحَدِّثُ
بسمِ الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسَّلَامُ على رسُولِ الله، أمَّا بعدُ:
فمنْ كتابِ "الجامع لأخلاقِ الرَّاوي وآداب السَّامع"،
للخطيبِ البغداديّ -رحمهُ اللهُ- انتقَيتُ هَٰذهِ الآثارَ، منْ بَابِ:
(أَدَبِ السَّمَاعِ أَوَّلُ مَا يَلْزَمُ الطَّالِبَ عِنْدَ السَّمَاعِ أَنْ يَصْمُتَ وَيُصْغِيَ إِلَى اسْتِمَاعِ مَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُ)**.
(أَدَبِ السَّمَاعِ أَوَّلُ مَا يَلْزَمُ الطَّالِبَ عِنْدَ السَّمَاعِ أَنْ يَصْمُتَ وَيُصْغِيَ إِلَى اسْتِمَاعِ مَا يَرْوِيهِ الْمُحَدِّثُ)**.
1) عنِ الْأَصْمَعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَعْرَابِيًّا،
يَقُولُ:
«لَا يَنْتَفِعُ الرَّجُلُ بِالْقَوْلِ وَإِنْ كَانَ بَلِيغًا
مَعَ سُوءِ الِاسْتِمَاعِ»!
2) عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ قَالَ: «حُسْنُ الِاسْتِمَاعِ قُوَّةٌ
لِلْمُحَدِّثِ»!
3) عَنْ حَمَّادِ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ أَيُّوبَ
فَسَمِعَ لَغَطًا؛ فَقَالَ:
«مَا هَذَا اللَّغَطُ؟! أَمَا بَلَغَهُمْ أَنَّ رَفْعَ
الصَّوْتِ عِنْدَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَرَفْعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ؟!».
4) عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ:
«كَانَ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ؛ إِذَا حَدَّثَ عَنْ رَسُولِ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعَ إِنْسَانٌ صَوْتَهُ؛ لَمْ
يُحَدِّثْهُ»!
5) وعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَمَّادَ
بْنَ زَيْدٍ، يَقُولُ: فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]
قَالَ: «أَرَىٰ رَفْعَ الصَّوْتِ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ كَرَفْعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ!
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]
قَالَ: «أَرَىٰ رَفْعَ الصَّوْتِ عَلَيْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ كَرَفْعِ الصَّوْتِ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ!
إِذَا قُرِئَ حَدِيثٌ؛ وَجَبَ عَلَيْكَ أَنْ تُنْصِتَ لَهُ
كَمَا تُنْصِتُ لِلْقُرْآنِ»!
** (1/ 196-195)، ت: محمود الطَّحَّان، مكتبةُ المعَارف - الرِّياض.
- - -
الخميس 14 ربيع
الثّاني 1438هـ