بسم الله، والحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله؛ أمَا بعد:
فهذه إجابة لفضيلة الشيخ: أبي عبد المعزّ فركوس ـ حفظه الله ـ يتضح منها مفهوم: (بسحر عظيم) و: (ثعبان مبين)
أسأل الله تعالى أن ينفع بها.
فهذه إجابة لفضيلة الشيخ: أبي عبد المعزّ فركوس ـ حفظه الله ـ يتضح منها مفهوم: (بسحر عظيم) و: (ثعبان مبين)
أسأل الله تعالى أن ينفع بها.
السؤال:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى صحبه ومن والاه وبعد:
هذه -شيخنا- بعض الفوائد استنبطتها من كتاب الله العزيز ومن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام –حين اشتغالي بالخطابة-، ولمّا كان لابد لطالب العلم من عرض آرائه وبحوثه على أهل العلم –لكونهم هداة مهديين لما وهبهم الله عزّ وجل من علم بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم- فيصوّبون الصواب، ويصححون الخطأ.
لذلك فإنّي أعرض عليك -شيخنا- هذه الفوائد الشخصية رجاء تسديدي وتصويبي فيما أخطأت.
قال تعالى واصفًا سحر سحرة فرعون: ﴿وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ.. ﴾ [الأعراف:116]، وقال عن عصا موسى عليه السلام ﴿فَإِذَا هِيَ ثُعْبَان مُّبِينٌ﴾ [الأعراف:107].
قلت: فانظر إلى هذا الأسلوب القرآني البديع، حيث وصف السحر بأنّه عظيم وذلك لأنّه سحر أعين الناس بل عين موسى عليه السلام حتى أوجس في نفسه خيفة وهذا نبي الله وقال عن الناس واسترهبوهم فانظر لهول هذا السحر وعظمته.
ووصف عصا موسى عليه الصلاة والسلام بأنّها ثعبان مبين، والمبين في اللغة يراد به العظيم والواضح الجلي، فهي عظيمة لأنّها أفسدت سحر السحرة العظيم ولا يغلب العظيم إلا عظيم، وهو مع ذلك واضح جلي لا خيالات كما هي خيالات السحرة فهو ليس سحرا بل ثعبان حقيقي فتبين الفرق.
فإن كان صائبًا فوجهونا وإن كان خطأ فصوّبونا، وحفظكم الله لنا.
تلميذكم البار، أبو سليمان كمال سعد سعود.
الجواب:
هذه -شيخنا- بعض الفوائد استنبطتها من كتاب الله العزيز ومن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام –حين اشتغالي بالخطابة-، ولمّا كان لابد لطالب العلم من عرض آرائه وبحوثه على أهل العلم –لكونهم هداة مهديين لما وهبهم الله عزّ وجل من علم بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم- فيصوّبون الصواب، ويصححون الخطأ.
لذلك فإنّي أعرض عليك -شيخنا- هذه الفوائد الشخصية رجاء تسديدي وتصويبي فيما أخطأت.
قال تعالى واصفًا سحر سحرة فرعون: ﴿وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ.. ﴾ [الأعراف:116]، وقال عن عصا موسى عليه السلام ﴿فَإِذَا هِيَ ثُعْبَان مُّبِينٌ﴾ [الأعراف:107].
قلت: فانظر إلى هذا الأسلوب القرآني البديع، حيث وصف السحر بأنّه عظيم وذلك لأنّه سحر أعين الناس بل عين موسى عليه السلام حتى أوجس في نفسه خيفة وهذا نبي الله وقال عن الناس واسترهبوهم فانظر لهول هذا السحر وعظمته.
ووصف عصا موسى عليه الصلاة والسلام بأنّها ثعبان مبين، والمبين في اللغة يراد به العظيم والواضح الجلي، فهي عظيمة لأنّها أفسدت سحر السحرة العظيم ولا يغلب العظيم إلا عظيم، وهو مع ذلك واضح جلي لا خيالات كما هي خيالات السحرة فهو ليس سحرا بل ثعبان حقيقي فتبين الفرق.
فإن كان صائبًا فوجهونا وإن كان خطأ فصوّبونا، وحفظكم الله لنا.
تلميذكم البار، أبو سليمان كمال سعد سعود.
الجواب:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فأمّا صفة العظمة اللاصقة بفعل السحرة فهي في أعين الناس على وجه التخييل والتأقيت، ومبناها على السحر المذموم شرعًا، وما بني على فاسد فلا يكتب له الفلاح والاستمرار، ومن اتصف بذلك فالعظمة منتفية عنه ويؤكد ذلك قوله تعالى: ﴿وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتَى﴾ [طه:69]، ومعلوم عند الأصوليين أنّ الفعل في سياق النفي أو في سياق الشرط من صيغ العموم، إذ ينحل عن مصدره وزمانه، والمصدر الكامن في مفهوم الفعل في حكم النكرة فيكرّ إلى النكرة في سياق النفي وهي من صيغ العموم، ولذلك كانت الآية تعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر وقرر ذلك على وجه التعميم والشمول لجميع الأمكنة بقوله ﴿حَيْثُ أَتَى﴾، ومن هذا اللفظ فهم أنّ الساحر كافر لانتفاء الخيرية فيه، ذلك لأنّ الفلاح لا ينفى بالكلية نفيا عاما إلاّ عمّن لا خير فيه، ومن انتفى عنه الخير فأنّى تكون له العظمة؟! وإنّما هي عظمة في الشر والفساد، إذ لا يخفى أنّ السحرة يستمدون قوتهم وعزائمهم وخيالاتهم من الشياطين وهي عنوان الفساد والشر، ومهما عظم الشيطان فهو ضعيف بالنظر لحيله ومكايده وشراكه لقوله تعالى:﴿إِنّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفا﴾ [النساء:76]، وما وصف بالضعف لا يكون قويا ولا عظيما، وإذا كان أصل المدد ضعيفاً فمن استمد من الضعيف قوة فلا تنقلب عظمة بالمفهوم الخيري. ولذلك كُشف ضعف السحرة يوم الزينة، وبطلت فتنتهم ﴿فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾ [الأعراف:119] على ما جاءت به الآية.
أمّا عصا موسى فعلم اليقين واقع على أنّه ليس من قبيل السحر والحيل، وأنّ الحق لا مرية فيه، إذ عظمته مستمدة من الحق القوي الباقي، لذلك كانت المعجزة باقية غالبة ودعوته صحيحة ثابتة، هذا والعظمتان على طرفي نقيض وبينهما بون شاسع، ومقابلتهما مقابلة حق لباطل، ولا يخفى على مؤمن أنّ عظمة الحق دامغة لعظمة الباطل الزاهقة مصداقا لقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِق﴾ [الأنبياء:18]، وقوله عزّ وجل: ﴿وَقُلْ جَآءَ الحَق وَزهَقَ البَاطِل إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ [الإسراء:81]، فإنّ الباطل لا ثبات له مع الحق ولا بقاء.
والعلم عند الله تعالى؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
فأمّا صفة العظمة اللاصقة بفعل السحرة فهي في أعين الناس على وجه التخييل والتأقيت، ومبناها على السحر المذموم شرعًا، وما بني على فاسد فلا يكتب له الفلاح والاستمرار، ومن اتصف بذلك فالعظمة منتفية عنه ويؤكد ذلك قوله تعالى: ﴿وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيثُ أَتَى﴾ [طه:69]، ومعلوم عند الأصوليين أنّ الفعل في سياق النفي أو في سياق الشرط من صيغ العموم، إذ ينحل عن مصدره وزمانه، والمصدر الكامن في مفهوم الفعل في حكم النكرة فيكرّ إلى النكرة في سياق النفي وهي من صيغ العموم، ولذلك كانت الآية تعم نفي جميع أنواع الفلاح عن الساحر وقرر ذلك على وجه التعميم والشمول لجميع الأمكنة بقوله ﴿حَيْثُ أَتَى﴾، ومن هذا اللفظ فهم أنّ الساحر كافر لانتفاء الخيرية فيه، ذلك لأنّ الفلاح لا ينفى بالكلية نفيا عاما إلاّ عمّن لا خير فيه، ومن انتفى عنه الخير فأنّى تكون له العظمة؟! وإنّما هي عظمة في الشر والفساد، إذ لا يخفى أنّ السحرة يستمدون قوتهم وعزائمهم وخيالاتهم من الشياطين وهي عنوان الفساد والشر، ومهما عظم الشيطان فهو ضعيف بالنظر لحيله ومكايده وشراكه لقوله تعالى:﴿إِنّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفا﴾ [النساء:76]، وما وصف بالضعف لا يكون قويا ولا عظيما، وإذا كان أصل المدد ضعيفاً فمن استمد من الضعيف قوة فلا تنقلب عظمة بالمفهوم الخيري. ولذلك كُشف ضعف السحرة يوم الزينة، وبطلت فتنتهم ﴿فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ﴾ [الأعراف:119] على ما جاءت به الآية.
أمّا عصا موسى فعلم اليقين واقع على أنّه ليس من قبيل السحر والحيل، وأنّ الحق لا مرية فيه، إذ عظمته مستمدة من الحق القوي الباقي، لذلك كانت المعجزة باقية غالبة ودعوته صحيحة ثابتة، هذا والعظمتان على طرفي نقيض وبينهما بون شاسع، ومقابلتهما مقابلة حق لباطل، ولا يخفى على مؤمن أنّ عظمة الحق دامغة لعظمة الباطل الزاهقة مصداقا لقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِق﴾ [الأنبياء:18]، وقوله عزّ وجل: ﴿وَقُلْ جَآءَ الحَق وَزهَقَ البَاطِل إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ [الإسراء:81]، فإنّ الباطل لا ثبات له مع الحق ولا بقاء.
والعلم عند الله تعالى؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليمًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
الخميس/12/ شوال/1430